حقوق الطفل قبل الولادة

img

حقوق الطفل قبل الولادة

د. اسماعيل الأقطش

الطفل لحظة تشكله جنيناً في بطن أمّه هو كائن حي يحتاج إلى الحماية، والرعاية، والعناية، فحقه في الحماية يستند أساساً إلى عدم التفكير بما مِن شأنه أنْ يؤثر سلباً على حياة الجنين، أو ينهيها، ولعلّ أخطر ما في هذا الأمر أنْ يتعرض الجنين إلى ظاهرةٍ باتت للأسف منتشرة في جميع أنحاء العالم، وهي ظاهرة الإجهاض. إنّ هذه الظاهرة ليس ما يبررها على الإطلاق، ولا أحد يملك حق إنهاء حياة الجنين مهما كانت الدوافع والأسباب، بل إنّ الكثير مِن الشرائع، خصوصاً الشرائع السماوية، اعتبرت ذلك مِن أنواع جرائم القتل التي يعاقب عليها القانون، وعلى أيّة حال يحتاج هذا الأمر إلى مزيد الاهتمام على الصعيد الإنساني العالمي، وحاجته إلى تشريع عالمي أصبحت ملحة، أمّا حاجة الجنين إلى الرعاية والعناية فيقع على عاتق الأم مباشرة، ويدخل في هذا الباب امتناع الأم عن مسلكيات معينة كشرب الكحول والتدخين، أو الجلوس في بيئة ملوثة، إذ أجمعت الأعراف الطبية أنّ ذلك يؤثر سلباً على الجنين. وينصح الأطباء الأمهات الإكثار من تناول أطعمة معينة، والامتناع عن أخرى، والتقيل من بعض الأطعمة.

ومِن الضروري أنْ تكون مراحل الحمل تحت رعاية طبية؛ فقد قطع الطب شوطاً متقدماً في مجال معرفة أوضاع الجنين، وحركاته، وجنسه، مَا يلزمه مِن متطلبات طبيّة طيلة فترة الحمل، ويدخل في باب الرعاية أيضاً بعض النواحي النفسية كالبعد عن الانفعال الحاد والعمل على راحة الأم طيلة فترة الحمل، والراحة هنا لا نعني بها السكون التام، فالحركة الخفيفة مطلوبة، كالمشي مثلاً الذي يفيد في استقرار وضع الجنين، وتجنب بعض المشاكل قبل الولادة.

ومِن حق الجنين أنْ يخرج إلى الدنيا، وفي استقباله مستلزمات الحياة، ومِن حق الجنين أيضاً أنْ يُخْتَارَ له اسم مناسب، ويَنْصَح اللغويون أنْ يحمل الاسم معنى جميلاً، كما يُفَضَّل استبعاد غرائب الألفاظ، وصعبها على النطق، وفي هذا الصدد ينصح علماء الصوتيات باختيار اسمٍ تَتَغَلَّبُ فيه الأصوات المجهورة على المهموسة، إذْ إنَّ الأصوات المجهورة، وهي: (ب، ج، د، ر، ز، ط، ع، غ، ص، ل، م، ن، و، ي)، لها وضوح سمعي مِن شأنه أنْ يساعد الطفل على النطق المبكر.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله